ثقافة المُحَقِّقِ (السَّوَادُ والشَّوَاذُّ أُنْمُوذَجاً)
الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عبادِه الذين ٱصْطَفَىٰ، أَمَّا بَعْدُ:
الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عبادِه الذين ٱصْطَفَىٰ، أَمَّا بَعْدُ:
الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عبادِه الذين ٱصْطَفَىٰ، أَمَّا بَعْدُ:
الحمدُ للهِ، وسلامٌ على عبادهِ الذين ٱصْطَفَى، أَمَّا بَعْدُ: فقد نُسِبَ إلى الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري كتاب: (وصول المشتاقين ونزهة المستمعين)، وذكره كل من كتب له ترجمة من المحققين لكتبه، وكنتُ ذكرته في الترجمة التي كتبتها في صدر كتابه: (أخلاق حملة القرآن) قبل أكثر من خمس وثلاثين سنة، ٱعتماداً على ما ورد في كتاب هدية العارفين، لإسماعيل باشا البغدادي، في قائمة مؤلفات الآجري التي أوردها في الكتاب (2/47)، وعَزَّزَ ذلك ما ذكره الدكتور فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي (1/391) من وجود نسخة مخطوطة من الكتاب في مكتبة أولو جامع في بورصة في تركيا.

كنتُ قد حَقَّقْتُ كتاب (التحديد) منذ أكثر من ثلاثين سنة ، معتمداً في إخراج نصه على ثلاث نسخ خطية ، ورجعتُ في الطبعة الثانية إلى نسخة رابعة ، وتمتاز هذه الطبعة عن الطبعتين السابقتين بأمرين :
الأول : مراجعة نص الكتاب على نسخةٍ خطيةٍ جديدة.
والثاني : تصحيح ما وَقَعَ فيه من أخطاء الطباعة أو غيرها.
وأحسبُ أنَّ هذه الطبعة لكتاب التحديد قد توفرت لها مقومات التحقيق الجيد كافة، من تدقيقِ نص الكتاب على النسخ ال
يُنْشَرُ لأولِ مرة ، محققاً على النسخة الوحيدة المعروفة للكتاب ، وهو إلى جانب تَقَدُّمِ زمان تأليفه ، وكونه من الأقاليم الشرقية للدولة الإسلامية التي ذَهَبَ كثير من تراثها العلمي ، يحتوي على مادة علمية متميزة في دراسة أصوات اللغة العربية ، وتطبيقاتها على آيات القرآن الكريم ، وهو لا يقل في أهميته عن أهم كتب التجويد ، مثل الرعاية لمكي ، والتحديد للداني ، والموضح لعبد الوهاب القرطبي ، رحمهم الله تعالى جميعاً.